صدمة جديدة بسبب سد النهضة.. دخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ ودول المصب غير ملزمة
صرح الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن دخول اتفاقية عنتيبي حيز التنفيذ لا يلزم مصر والسودان بشيء، نظرا لعدم توقيعهما عليها.
اتفاقية عنتيبي وسد النهضة
وقال شراقي، في تصريحات صحفية، إن دول المنبع ليس لها الحق في إقامة مشروعات على مياه نهر النيل من شأنها التأثير على مصر، بحجة دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ.
وتابع شراقي أن دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ لا يعني أن إثيوبيا ستتمكن من تنفيذ أي مشروعات على مياه النيل، نظرا لوجود اتفاق دولي مع دول المنبع، رغم أن مصر والسودان لم تفعلا ذلك. لا التوقيع عليه.
وأضاف أن اتفاقية عنتيبي تتيح لدول المنبع إقامة مشروعات على نهر النيل للاستفادة من مواردها المائية، لكن دون الإضرار بدول المصب، وفقا لبنود المعاهدة.
ولا يوجد إجماع بين دول المنبع ودول المصب
ويتساءل شراقي مستنكراً «من سيحدد الأضرار الجسيمة التي سببتها هذه المشاريع، وكيف سيتم مناقشتها مع عدم وجود توافق أصلاً بين دول المنبع والمصب».
وأكد شراقي أنه من الصعب على المؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي، تمويل أي مشروعات على مياه نهر النيل بعد دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ “لم يتعاونوا معهم، لأن هناك الخلافات مع دول المصب التي لم توقع على الاتفاق في المقام الأول”.
وشدد شراقي على أن المؤسسات الدولية لا يمكن أن تتعاون مع دولة لإقامة مشروع في ظل وجود خلافات مع دولة أخرى، حتى لا تتصاعد الخلافات.
وأوضح أن المؤسسات الدولية لن تقدم منحاً أو مساعدات أو قروضاً لأي دولة، بهدف إنشاء مشروع، في ظل وجود خلافات كبيرة مع دولة أخرى، لأنها لا ترغب في المشاركة في مشاريع تقع في مناطق. حيث توجد صراعات أو خلافات.
وأشار أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إلى أنه في الوقت الحالي لا يوجد تعاون بين المؤسسات الدولية ودول المنبع، من أجل إقامة مشروعات على مياه النيل، موضحا أنه في ظل عدم التوافق مع مصر في هذا الشأن من أجل إقامة المشروع، لم يحدث شيء فيما يتعلق بمياه النيل.
وشدد شراقي على أن دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ لا يمنح إثيوبيا ودول المنبع الحق في إقامة مشروعات على مياه النيل، ولا يسهل عملية تمويل مشروعاتها من المؤسسات الدولية.
وتابع شراقي “الموقف لم يتغير وسيبقى ثابتا. إن وضع الأزمة قبل دخول اتفاق عنتيبي حيز التنفيذ لم يتغير بعد دخوله، وسيظل موقف المؤسسات الدولية ثابتا”.
وأشار شراقي إلى أن إثيوبيا ودول المنبع تعول على هذا الاتفاق، حيث يعتقدون أن هذا الاتفاق سيمنحهم الشرعية الدولية لإقامة مشاريع على مياه النيل، إلا أن المؤسسات والبنوك الدولية لم تمول مشاريع في المناطق التي توجد بها الخلافات، مؤكدا أن الموقف الدولي لن يتغير بعد هذا الاتفاق.
وتابع “الاتفاق لم يضف جديدا لإثيوبيا في أزمتها مع دول المصب. لقد حققت كل ما أرادت قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ”.
اللجوء إلى محكمة العدل الدولية
وأشار شراقي إلى أن هناك بنداً في الاتفاق يسمح لأي طرف باللجوء إلى محكمة العدل الدولية، للفصل بين أطراف النزاع، في حال فشل الوسيط في حل الأزمة، مشدداً على أنه لا أحد من الطرفين يجوز الاعتراض على هذا الشرط.
وأشار إلى أن ما حققته إثيوبيا قبل الاتفاق أكثر مما يمكن أن تحققه بعد دخوله حيز التنفيذ، مضيفا “إثيوبيا لولا الاتفاق كان أفضل لها”.
وتابع شراقي “الآن من حق إثيوبيا أن تحدد موقفها من الذهاب إلى محكمة العدل الدولية أم لا، لكن هذا الاتفاق سيجبرها على الذهاب إلى محكمة العدل الدولية، لكن مصر لم توقع عليه، فلا يمكننا حاليا اللجوء إلى هذا الإجراء.”
وتابع “ما الذي أرادت إثيوبيا تحقيقه ولم تستطع” لذلك لجأت إلى التوقيع على هذه الاتفاقية، “ما هو الأمر الذي لا تعرف إثيوبيا كيف تفعله والاتفاقية ستساعدها على القيام بذلك” لكن على العكس من ذلك، فعلت كل ما أرادت، فقد ملأت السد على 5 مراحل، وأكملت البناء، وخزنت المياه، ولها حرية تشغيل التوربينات.
وتابع “تعتقد إثيوبيا أن هذا الاتفاق سيمنحها الشرعية الدولية، مما سيدر عليها أموالا طائلة لإقامة مشاريع على مياه النيل، لكن هذا غير صحيح تماما، حيث أن الاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع والأزمة بين دولتي المصب”. ودول المنبع، مما يمنع أي مؤسسة دولية من تمويل مشاريعها”. .
وأكد أن هذا الاتفاق ما هو إلا ضغط سياسي لكنه لا يضيف شيئا جديدا، مشيرا إلى أنه لو وقعت مصر على هذا الاتفاق لكنا الآن أمام محكمة العدل الدولية.
ويمكن لإثيوبيا الحصول على التمويل بطرق غير مباشرة
وقال شراقي إن إثيوبيا يمكنها الحصول على أموال لإقامة مشروعاتها على النيل بطرق غير مباشرة، من خلال ضخ استثمارات إليها من حكومات الدول المتعاونة، لتنفيذ مشروعات الصرف الصحي أو الطرق والنقل والاتصالات، ومن ثم تقوم الحكومة الإثيوبية بتحويل هذه الأموال لسد النهضة أو أي مشروعات. على مياه النيل دون أن يعترض أحد.
وأضاف شراقي أنه لا يمكن لدولة أن تخاطب الدولة الداعمة لإثيوبيا وتعترض على التمويل، لمجرد أن حكومة هذه الدولة ستقول إنها مولت مشاريع بعيدة تماما عن سد النهضة، أو أي مشاريع أخرى على مياه النيل. النيل.
وأضاف أنه لا يمكن لأي من الأطراف تمويل مشاريع إثيوبيا على نهر النيل بشكل مباشر، ولا حتى بعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ.
وأضاف أنه لا توجد دولة قامت بتمويل مشروع سد النهضة بشكل مباشر، ولكن هناك دول نعلم جميعا أنها قامت بتمويل السد بطرق غير مباشرة.
لماذا تعترض مصر على اتفاق عنتيبي
وفيما يتعلق برفض مصر التوقيع على اتفاق عنتيبي، أوضح شراقي أن بنود ذلك الاتفاق تحددها دول المنبع، وليس دول المصب، وهو ما يحقق أهدافه دون مراعاة المصلحة العامة، وحجم الأضرار الجسيمة التي قد تحدث. نتيجة لمشاريعهم.
وقال شراقي إن اتفاقية عنتيبي لا تعترف بالحصص التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل، ولا الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت نهاية الخمسينيات المتعلقة بحصص مصر والسودان في مياه النيل.
وأضاف أن اتفاقية عنتيبي لا تعترف بالحقوق التاريخية، وستسهل على الدول طلب إعادة تقسيم حصص مياه النيل بين دول المنبع.
وأضاف أن الاتفاقية تمنح دول المنبع الحق في إقامة مشروعات على مياه النيل، دون التشاور أو التنسيق مع دول المصب.
وأضاف أن اتفاقية عنتيبي لا تلزم دول المنبع بإخطار دول المصب بأنها ستقيم مشروعات على مياه النيل، ولا تلزمها بالتشاور معها وتبادل دراسات المشروعات، وهو ما يخالف القانون الدولي الذي ينص على ذلك. إذا قامت أي دولة بتنفيذ مشروع على نهر متدفق، فيجب إعلام دول المصب به والمشاركة فيه. الدراسات المتعلقة بالمشروع معها، ومنحها الوقت الكافي للدراسة، حيث أن المدة قد تتجاوز 6 أشهر.
وتابع أن مصر تعترض أيضًا على أسلوب اتخاذ القرار الذي يعتمد على الأغلبية، حيث تريد مصر أن تكون القرارات بالتوافق.
وأوضح أن قرار الأغلبية يمنح دول المنبع الثمانية القدرة على تنفيذ كافة قراراتها، حيث أن مصر والسودان هما دولتي المصب، أي ليس لديهما أي أغلبية.
وشدد شراقي على أن الاتفاق مثل لا شيء، مضيفا “على العكس من ذلك، الاتفاق سيضر إثيوبيا أكثر من منافعه”.
واختتم شراقي “مصر أرادت إضافة بند اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، في حالة وجود خلافات مع إثيوبيا، في اتفاق المبادئ 2015، لكن إثيوبيا تعنت ورفضت هذا الأمر”.