المزارع الخبير وإنتاج القمح

الجمعة 11/أكتوبر/2024 – 0643 م 11/10/2024 64319 م

لا يوجد شيء مستحيل في مصر. فإذا أراد المصري تحقيق هدف محدد أمامه فإنه سيحققه إذا جمع بين المعرفة والخبرة. وقبل أشهر قليلة افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي العديد من المشروعات الزراعية، وتوقفت عند أحد المشروعات بمحافظة أسيوط. وقال رئيس الشركة يومها إن فدادين القمح موجودة في الأراضي المستصلحة بالعلم. وتنتج الشركة 35 أردبة، وأشاد الرئيس بالعدد وطالب بالعمل على تعميمه. ومرت أشهر ولم تتم متابعة توجيهات الرئيس. ووقتها كان هناك مشروع يعمل بصمت مع المزارعين لزيادة إنتاجية فدان القمح. استهدف المشروع صغار المزارعين الذين تقل ممتلكاتهم عن 10 أفدنة لزيادة إنتاجية القمح إلى العدد الذي أعلنته الشركة بأسيوط. ويهدف هذا المشروع الذي يحمل اسم “مشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري” إلى الوصول إلى مليون مزارع وتعليمهم أساليب الزراعة الذكية والتعامل مع تغير المناخ لمضاعفة إنتاجية فدان القمح. ولهذا الغرض، قام المشروع بتدريب 500 مزارع في 8 محافظات على الأساليب الزراعية. ذكية وتتعامل مع التغيرات المناخية. وتعتمد هذه الطرق على زراعة القمح على المساطر مما يوفر البذور بنسبة 50%. كما أنه يوفر الوقت والطاقة الشمسية في ري الأرض. تعتمد على الأسمدة العضوية المحضرة في المنزل (الفيمو كومبوست)، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية المعتمدة من وزارة الزراعة، مع الالتزام بتعليمات ومواعيد الزراعة. ونظم هذا المشروع، يومي الأربعاء والخميس، ورشة عمل شارك فيها لأول مرة صحافيون وإعلاميون إلى جانب شركاء المشروع وهم الجهة المنظمة والتنفيذية لمشروع “الغذاء من أجل المستقبل” والمزارعون والمزارعون الخبراء، و القطاع الخاص، إلى جانب الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة، أي ركائز التنمية الأربع. وأوضح لنا أمثلة نجاح المشروع وكيف تحسن دخل 25 ألف مزارع استفادوا من المشروع، وهو ما يعتمد على توفير تكلفة الإنتاج وزيادة الإنتاج، مما يعني زيادة الأرباح معًا. وفي صعيد مصر تعتمد زراعة القمح على الري بالغمر وليس على تسوية الأرض. وينتج الفدان بحد أقصى 15 أردبًا من القمح. لكن مع الشرح طريقة الجديدة يتم إنتاج ما بين 25 إلى 36 أربابا كما حدث في بني سويف، بالإضافة إلى تقليل استهلاك المبيدات والبذور والمياه بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50%، بالإضافة إلى وجود طرق تخزين تعمل على لا تفسد القمح مهما طالت مدة تخزينه. عندما يتحدث المزارع ذو الخبرة عن تجربته ونجاحها، فإنه يتحدث بكل فخر. الأمر نفسه ينطبق على منتجي الأسمدة العضوية، الذين يعتمدون على الديدان التي تتغذى على النفايات المنزلية لفترة زمنية معينة، ويتم استخدام مخرجات هذه الديدان كسماد يتم رشه على الأرض. من السهل تحضير هذا السماد في المنزل للنساء والرجال لأنه لا يحتاج إلى مساحة كبيرة. وينسجم هذا المشروع مع السياسة العامة للدولة. والذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، وهذا لا يتأتى إلا من خلال زيادة إنتاجية فدان القمح بأقل التكاليف كما تم تنفيذه في المحافظات المستهدفة، ولهذا يجب أن نناشد مزارعي القمح لاتخاذ مبادرة المشاركة في المشروع الذي توجد فيه هيئة استشارية من أفضل أساتذة الزراعة في الجامعات والمعاهد. ويقدم الباحثون المصريون نصائح مجانية للمزارعين ويعملون ليل نهار. ويبقى على وزارة الزراعة تعبئة الجمعيات الزراعية وتزويدها بأدوات تسوية الأراضي وأدوات حصاد المحاصيل بأسعار أقل من نظيراتها في القطاع الخاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *