قش الأرز قاتل يتربص بأهالي الدقهلية

تعد مشكلة حرق قش الأرز من أكبر الأزمات التي تواجه محافظة الدقهلية مؤخرًا، خاصة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر. وينتج عن ذلك مشكلة السحابة السوداء التي تسبب أخطر الكوارث البيئية والصحية.

ورغم أن قوانين وزارة البيئة تتضمن عدة مواد تحظر حرق القمامة والمخلفات وتزيد العقوبة إلى أكثر من 20 ألف جنيه، إلا أن المزارعين ما زالوا يعانون لاعتقادهم أنه لا يوجد بديل.

تشهد الدقهلية حالة من الغضب بين الأهالي، بسبب الأضرار البيئية الناجمة عن حرق قش الأرز.

وأكد أهالي القرية معاناتهم الشديدة جراء انبعاث روائح كريهة من عملية الحرق، فضلاً عن الدخان المتصاعد المحمل بغبار القش، ما يؤدي إلى أضرار صحية غير محدودة.

وأرجع أحمد الشورى، مهند س. زراعي، أسباب هذه المشكلة إلى عدة أسباب، أهمها عدم وعي المزارع بالأضرار الناتجة عن حرق قش الأرز، وخوفه من تأخر الزراعة، اعتقاده أن نتائج الحرق تعود بالنفع على التربة، وانخفاض سعر بيع قش الأرز، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة نقل قش الأرز بشكله الخام من الحقول إلى الأماكن. التخزين وأوضح أن عدم توفر مكابس قش الأرز يضاعف المشكلة.

ودعا مجلس الشورى مديرية الزراعة إلى تنظيم ندوات توعوية لتعريف المزارعين بأساليب زيادة القيمة الغذائية للقش، مثل معاملته بالأمونيا، أو تحويله إلى سماد عضوي، أو استخدامه كفراش لمزارع الدواجن.

وأشار السيد النادي – فلاح – إلى أن خطورة الأمر تكمن في غياب دور لأجهزة الدولة في حل هذه المشكلة وغياب خطط واضحة وجادة من الحكومة لمواجهة هذه المشكلة، بل وحتى عدم القدرة على تجاوز الأزمة لمنع هذه الظاهرة المؤسفة. وكعادتها تضع المسؤولية على عاتق الفلاح البسيط متهمة إياه. وبسبب قلة الوعي وسوء التصرف، يكتفون بإصدار بلاغات للمزارعين بالمخالفات وإحالتها إلى النيابة العامة، والتي غالباً ما تنتهي بالبراءة أو وقف تنفيذ العقوبة دون اتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة.

من جهته، يشير محمد الشيخ فلاح إلى أن الفلاح يضطر إلى حرق قش الأرز لعدم توفر المعصرة الكافية. ويعطينا المسؤولون عن الزراعة موعداً يتراوح بين 15 إلى 20 يوماً، وهو ما لا يستطيع المزارع انتظاره لأنه مرتبط بموعد زراعة المحصول الجديد.

وأضاف المزارع عبده غنيمة، أن المشاريع التي تعلن عنها الحكومة لإعادة تدوير قش الأرز وتحويله إلى أسمدة وأعلاف ما هي إلا حبر على ورق، وأن المزارع لا يجد بديلاً اقتصادياً أو رخيصاً لحرق قش الأرز، لذلك فيحرقها لأنه لن يستطيع تحمل مصاريف العمالة والنقل إلى الأماكن التي يتم إعادة تدويرها فيها.

وقال محمود فتحي، إن ما يحدث كارثة بيئية وجريمة مكتملة الأركان لا يمكن السكوت عليها، مضيفاً أن هناك الآلاف من الأشخاص يعانون من مرض الربو وحساسية الصدر، بسبب الغبار المحترق والأبخرة السامة المنبعثة منه، خاصة في الصيف.

وعن الأضرار الصحية والبيئية لحرق قش الأرز، قال الدكتور حسام المكاوي أخصائي أمراض الصدر والقلب بمستشفى أجا المركزي، إن حرق قش الأرز من الأشياء التي تلوث البيئة وبالتالي يكون لها تأثير كبير على الجهاز التنفسي للإنسان، كما يسبب العديد من الأمراض على جسم الإنسان، ومنها زيادة السعال. بالنسبة للمرضى العاديين، قد يسبب أيضًا التهاب الشعب الهوائية ويزيد من حساسية الأشخاص الذين يعانون منه. والأخطر من ذلك هو تأثير حرق قش الأرز على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي كمرضى انسداد الرئة، وأمراض الرئة بشكل عام. كما أنه يسبب الاختناق الكامل ونقص الأكسجة. الأكسجين.

وأوضح المكاوي أن التلوث بشكل عام يؤثر على البيئة ويزيد من نسبة الغبار وتدني مدى الرؤية. كما أن حرق قش الأرز يقلل من نسبة الأكسجين في الجو ويزيد من معدل ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي تأثيره على الكائنات الحية بشكل عام، وليس الإنسان فقط، كما يؤدي إلى إحداث أضرار كبيرة على صحة الكائنات الحية التي قد تكون يتعرض لها ويساهم في تغير المناخ بشكل كبير.

وأضاف المكاوي أن أبخرة احتراق قش الأرز ترتفع ثم ترتد مرة أخرى، للأسف، مما يؤدي إلى اختناق الصدر. وتترسب المواد الناتجة في الأنف والجهاز التنفسي وتصل إلى الرئتين، مما يسبب تهيج وحساسية الأغشية المخاطية ويمكن أن ينقل ملوثات الهواء السامة والمسرطنة الأخرى. ويجب ألا ننسى أن غاز أول أكسيد الكربون هو القاتل. صامت، حيث أنه يعطل عمل الهيموجلوبين، مما يجعل الدم غير قادر على حمل الأكسجين، وبالتالي يتراجع أداء كافة أجهزة الجسم. تزيد أكاسيد النيتروجين من معدلات الحساسية وأعراضها ونوبات الربو، مما يزيد من فرص الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، وخاصة التهاب الشعب الهوائية عند الأطفال، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة الرئتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *