لتورّطه في شراء أسلحة لميليشيا الدعم السريع .. ماذا نعرف عن شقيق حميدتي الذي عاقبته واشنطن

أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على السوداني القوني حمدان دقلو، الشقيق الأصغر لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، ونسبت إليه “تورطه في شراء أسلحة مواصلة الحرب المدمرة في السودان”.

والقوني هو الأحدث في قائمة السودانيين الذين فرضت عليهم وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات. وفرضت أمريكا العام الماضي عقوبات على عبد الرحيم دقلو، وهو شخصية عسكرية في قوات الدعم السريع، وشقيق آخر لحميدتي.

وترفض واشنطن حتى الآن الدعوات لفرض عقوبات مباشرة على حميدتي بسبب مزاعم بأن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في مناطق، بما في ذلك دارفور.

وذكر بيان الخزانة الأمريكية أن “تصرفات الجوني غذت الحرب والفظائع الوحشية التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي في دارفور”.

ويتهم القوني بإدارة عمليات صفقات الأسلحة والمعدات العسكرية التي حصلت عليها الدعمة من الخارج منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش والقوات قبل نحو 16 شهرا.

سكرتير حميدتي

وقال مصدر مطلع على القوني لـ«الشرق الأوسط» إنه أُقيل من منصب مدير إدارة المشتريات منذ نحو 3 سنوات، وحل محله أحد أبناء عمومته، ما قلص نفوذه بشكل كبير في إدارة «القسم». أموال الدعم السريع”.

وأضاف المصدر أن القوني «كان سكرتيراً شخصياً، وبرتبة أعلى من مدير أعمال، لقائد (الدعم)». واعتبر المصدر أن «القوني يميل نحو التجارة والأعمال أكثر من السياسة، لكنه ليس المتحكم الأساسي في أموال (الدعم)».

وأكد المصدر الذي كان مقرباً سابقاً من القوني أنه «لم يكن صاحب قرار مؤثر في ما يتعلق بـ(الدعم)، رغم أنه كان يتمتع بنفوذ داخلي كبير على الجانب التنفيذي».

ورأى المصدر أن «العقوبات الأميركية لن تؤثر على القوني شخصياً؛ ولأنه لا يملك أموالاً خاصة به، يمكن لعائلة حميدتي إيجاد بدائل داخل الأسرة لفتح حسابات وتحويل الأموال، فيما يواصل القوني إبرام الصفقات والقيام بنفس المهام التي تكلفه بها العائلة.

وكشف المصدر أن «هناك إخوة يؤدون نفس الأدوار، لكنهم بعيدون عن أضواء الشهرة».

وشارك القوني كعضو في وفد “الدعم السريع” في منصة جدة، وكذلك المحادثات التي جرت في مدينة جنيف السويسرية في أغسطس الماضي.

المؤهل السياسي

وقال المصدر المقرب “يبدو أن (الدعم السريع) يعمل على إعداد القوني سياسياً للعب دور تنفيذي مستقبلاً، حال التوصل إلى اتفاق مع الجيش السوداني”.

وذكر أن وجود القوني خارج البلاد منذ اندلاع الحرب ربما مكنه من لعب دور أقرب إلى المبعوث الشخصي لقائد “الدعم السريع” في التواصل مع دول المنطقة.

وقال مصدر مطلع آخر لـ«الشرق الأوسط» إن الجوني «كان يحمل رتبة رائد في (إسناد)، لكنه فضل إخفاء وضعه العسكري والاختباء خلف الأعمال التجارية». وكان آخر ظهور للقوني جاء خلال مشاركته في منتدى رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو مبيكي في جوهانسبرج قبل أيام حول الأمن والسلام في أفريقيا.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، في تدوينة على حسابه بمنصة “إكس” إن أنشطة الجوني في شراء الأسلحة “ساهمت في أعمال عنف مروعة في السودان، بما في ذلك حصار الفاشر”.

وقال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي سميث، في بيان فرض العقوبات، إن الجوني “يواصل شراء أسلحة لتسهيل الهجمات وغيرها من الفظائع ضد المواطنين”.

وأضاف “ستواصل الولايات المتحدة محاسبة أولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد هذا الصراع وتقييد الوصول إلى المساعدات الإنسانية الحيوية في وقت المجاعة والهشاشة”.

وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في يناير الماضي، عقوبات على 3 شركات مرتبطة بطرفي الحرب في السودان، من بينها “بنك الخليح” وشركة “الفاخر”. مملوكة لقوات الدعم السريع، وشركة زادنا المملوكة للجيش السوداني.

ويخضع الأفراد المستهدفون للعقوبات الأمريكية لتجميد الأصول، وحظر تقديم الأموال أو الموارد الاقتصادية لهم بشكل مباشر أو غير مباشر، بالإضافة إلى خضوعهم لحظر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *