مش مجرد قطر وسكة حديد.. ضربة السيسي لمخططات الشر
لماذا اهتمت الأوساط الاقتصادية والسياسية في المنطقة بحدث مصري عادي وهو عودة حركة القطارات إلى سيناء بعد توقفها لعقود، ولماذا كان المشروع بمثابة ضربة عنيفة لأطراف أخرى في المنطقة، وما هو السبب وراء ذلك هل يفكر السيسي وينفذ في سيناء ما هو قادر على تغيير معادلة موجودة منذ آلاف السنين تابعونا للآخر وهتعرفوا التفاصيل. .
وكما نعلم ودرسنا في كتب الجغرافيا فإن سيناء كانت نقطة الضعف في الدولة المصرية على مدار آلاف السنين، وإذا لاحظنا أن معظم الفتوحات العسكرية وموجات الهجرة جاءت من بوابة مصر الشرقية وهي سيناء، وذلك لسبب بسيط للغاية، وهو أن سيناء قطعة أرض خالية من السكان والتنمية، وبعدها عن الوادي أو المدن العمرانية في الدولة المصرية، بالإضافة إلى المساحة الكبيرة شبه جزيرة سيناء، جعلتها مرغوبة على مر السنين. وفي الوقت نفسه أصبحت مكانًا مناسبًا لشن هجمات إرهابية تستهدف الدولة المصرية بأكملها. وقد رأينا ذلك بعد سقوط نظام الإخوان وكيف ظهر المرتزقة هناك واستغلوا تضاريسها للاختباء أمام القوات المسلحة. تطهير سيناء كلها.
لماذا نتحدث عن سيناء مرة أخرى اليوم كما قلنا لك، كانت سيناء عنصرًا أساسيًا في الأمن القومي المصري، خاصة بعد ظهور كيان محتل على حدودها بعد عام 1948. ورغم ذلك فإن مشاريع التنمية هناك كانت قليلة جدًا ولم تظهر إلا في المدن السياحية والساحلية مثل شرم الشيخ، ودهب، ونويبع. وطابا وأشياء أخرى، لم يكن هناك تنمية حقيقية في المنطقة.. ولكن بعد وصول الرئيس السيسي إلى السلطة، وكان رجلاً عسكرياً ويعرف بالضبط ما يحدث هناك، قرر تغيير واقع استمر لآلاف السنين. سنة وهي أنه يعمر سيناء شعبا وأرضا.. يعني إيه.. يعني يا سيد السيسي قال سيناء لن تتطور حقا إلا إذا خلقنا مجتمعات وجذبنا الناس للعيش فيها بشكل دائم. ولكي يعيش الناس فيها يجب على الدولة إنشاء مشروعات وبنية تحتية قوية، وقبل كل ذلك يجب على الدولة أن تحقق التقدم والاستقرار الكامل وتحافظ على سيناء كأي منطقة أخرى في القاهرة من الناحية الأمنية.
ولهذا السبب قررت الحكومة بداية من عام 2014، تنفيذ خطة شاملة واستراتيجية لإعادة إعمار سيناء، وإقامة مشروعات وتوطين المصريين بها، وربط المنطقة بمدن ومحافظات مصر، وتنفيذ مشروعات بقيمة أكثر من 600 جنيه مصري. مليار جنيه مع إعادة إسكان أهل سيناء. وتعد هذه أكبر خطة إعادة إعمار في تاريخ سيناء، وآخر هذه المشروعات كان رأيناها منذ ساعات قليلة بشأن عودة حركة القطارات بعد أكثر من 50 عامًا من الترقب في إطار تنفيذ مشروع العريش المتكامل. “ممر طابا” اللوجستي، والذي يبدأ من ميناء العريش البحري إلى ميناء طابا البري، ويرتبط بخط سكة حديد “العريش – طابا”، وهو امتداد لخط سكة حديد العريش – طابا. “الفردان – بئر العبد – العريش” مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء. كثيرون منا شاهدوا الأخبار وتابعوا الحدث المهم، ولم يفكر أحد في كلمة “ممر لوجستي متكامل”.. يا ترى ماذا حدث مركز تجاري عالمي وحلقة وصل في ممرات التجارة الدولية بدءاً من قناة السويس والموانئ القريبة منها مروراً بخطوط التجارة الدولية التي تم استخدامها في الفترة الأخيرة ومنها ميناء العريش طابا اللوجستية. وهو خط يبدأ من ميناء العريش البحري حتى ميناء طابا البري، ويربط بينهما خط سكة حديد. العريش – طابا، وهي بدورها امتداد لخط الفردان – بئر العبد – العريش، مروراً بمنطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء. وهذا طريق مهم للغاية لخدمة حركة التجارة والصناعة والتعدين على طول مساره. ويربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة وسيساهم في تنفيذ محور الشام الجديد بين مصر والأردن. ويعني العراق أن سيناء ستكون ممراً دولياً عالمياً للتجارة والصناعة.
وبالمناسبة فإن محور طابا العرش الجديد سيخدم المناطق اللوجستية التي يتم إنشاؤها في شبه جزيرة سيناء مثل الطور ورفح والعوجا والحسنة والنقب وطابا ورأس سدر وبئر. العبد، وكل ذلك سيحول سيناء إلى مركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية، كما قال الفريق كامل الوزير وزير النقل، الذي كشف أن الممر اللوجستي ليس نهاية اللعبة، بل ضمن خطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة 2030 وتنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية وتجارة العبور، وتطوير منظومة النقل في البلاد.
مشاريع سيناء ستجذب ما لا يقل عن 3 ملايين مصري للعيش بشكل دائم في سيناء، وتوطين السكان هو أفضل وسيلة للدفاع عن أي أرض وإنهاء حالة الجشع الدائم في سيناء الفارغة وخطط الاستيطان أو تحويلها إلى منصة انطلاق للإرهاب والمرتزقة المجموعات… وهذا ما كان يفكر فيه السيسي وينفذه بالفعل.