“مش كل اللي بتشوفوا حقيقة”.. العالم السري لـ “أثرياء التيك توك”

ما الذي يحدث حولنا بالضبط فكيف بين الحين والآخر نجد شخصًا جديدًا على وسائل التواصل الاجتماعي يفتخر بلغته العربية التي تتجاوز نصف مليار جنيه من هم هؤلاء الناس ومن أين يحصلون على الأموال هل ما نراه حقيقي أم مجرد خدعة والأخطر من ذلك كيف أصبحوا قدوة لجيل كامل

في هذا الفيديو سنتحدث عن ظاهرة جديدة تنتشر بشكل مرعب على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ظاهرة رجال الأعمال في العالم الافتراضي. أشخاص نراهم فجأة، خرجوا من لا شيء، ويتحدثون عن الأموال بالملايين وكأنها ورق.. يركبون سيارات باهظة الثمن ويعيشون في القصور.. وكل ذلك على الإنترنت.. والمحزن هو أن هؤلاء الناس لقد أصبحوا “قدوة” للشباب الذين يتبعونهم ويحاولون أن يكونوا مثلهم.

لنبدأ من البداية.. العالم الافتراضي أصبح مكاناً مفتوحاً لكل من يريد أن يظهر ويقول ما يريد. لا رقابة على أحد ولا حدود.. والأشخاص الذين ظهروا بدأوا يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صورة مثالية عن حياتهم.. بعض الصور مع السيارات الفاخرة. وبعض الفيديوهات من داخل الفلل… وبضع كلمات عن النجاح وتحقيق الأحلام مما يجعل من يتابعها يظن أن هذه هي الحياة الحقيقية.

السؤال المهم من أين تأتي هذه الأموال كيف يمكن لشخص ما زال في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمره أن يمتلك سيارة عربية قيمتها ملايين الجنيهات

والحقيقة أن قسماً كبيراً من هؤلاء الأشخاص يعملون في مجالات جديدة مثل العملات الرقمية أو التسويق الإلكتروني أو حتى التجارة الإلكترونية… وهناك منهم من نجح فعلاً في هذه المجالات… ولكن على الجانب الآخر، هناك نسبة ليست بالقليلة منهم تستخدم هذه الأساليب من أجل إظهار أنهم أغنياء وقد حققوا كل شيء. شيء ما، لكن في الحقيقة قد يكون الموضوع مجرد تمثيلية.. ومحاولة لتحقيق ملايين المشاهدات وتحقيق الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي

هؤلاء الأشخاص يستغلون فكرة أن العالم الافتراضي ليس له حدود… ويظهرون وكأنهم أغنياء حتى لو كانت الحقيقة عكس ذلك… كل ما تحتاجه هو كاميرا، ومكان فخم المظهر، وسيارة يمكنها ذلك تؤجر ليوم والباقي سهل…ولكن المشكلة الأسوأ أن الناس يصدقون ذلك.

وما تأثير ذلك على الجيل الجديد

ويرى الشباب الذين يتابعونهم أن النجاح هو الثراء السريع.. لا يهم كيف.. وفكرة “الثراء السريع” أصبحت منتشرة بشكل خطير.. والشباب يبحثون عن الثراء السريع. أسهل الطرق لتحقيق هذا الحلم… حتى لو كانت هذه الطرق ليست قانونية أو غير أخلاقية… هؤلاء الأشخاص لديهم صورة غير واقعية عن الحياة، وهذا ما يجعلهم يشعرون بالإحباط الشديد عندما يكتشف الشباب أن الطريق ليس سهلاً كما هم. مُتوقع.

والأدهى من ذلك أن بعضهم يستغل شهرته لبيع منتجات أو دورات تدريبية.. ويجعل الناس يعتقدون أنهم سيكونون مثلهم إذا دفعوا المال مقابل هذه الأشياء.. لكن الحقيقة أن هذا لا يحدث كثيراً.. لأن النجاح الحقيقي يأتي من وراء العمل الجاد والعمل المتواصل وليس من الفيديو. على وسائل التواصل الاجتماعي.

ما هو الحل كيف نواجه هذه الظاهرة

الحل يبدأ منا.. نحن نفهم أن العالم الافتراضي لا يعكس الحقيقة دائما.. وأن ليس كل ما نراه على وسائل التواصل الاجتماعي حقيقي.. يجب علينا تثقيف الأجيال الجديدة وجعلها تفهم أن النجاح لا يأتي من خلف سيارة باهظة الثمن أو منزل فخم.. لكنه يأتي من وراء العمل الجاد والمستمر، يجب أن نعود لتعليمهم القيم المهمة، مثل الإبداع والصبر والجهد.

الرسالة التي يجب أن ننقلها هي أنه ليس كل من يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي هو من يعيش حياة مثالية.. فالنجاح الحقيقي هو نتيجة الجهد والجهد، وليس مجرد “منشور” على الفيسبوك أو بضع صور على إنستغرام. “.

مصر مليئة برجال الأعمال الشرفاء والأشقياء الذين يحققون إنجازات عظيمة على الأرض بثرواتهم. لن ترى لهم صورة على البحر أبدًا، ولن تجدهم يسهرون مع فنان فلان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *