عام من الحرب.. قراءة مغايرة

في سبيل الله

الجمعة 11/أكتوبر/2024 – 0645 م 11/10/2024 64506 م

بالضبط 365 يوما من العدوان؛ مر عام كامل على الحرب على غزة، وفي نهاية العام بدأت حرب جديدة على لبنان. ولعل الفرصة سانحة الآن، بعد العام الأول من العدوان، لة وقراءة ما حدث بهدوء، أو بتعبير أدق، قراءة مختلفة. وتركزت كافة التحليلات على مدار العام حول العدوان الإسرائيلي وتداعياته وأهدافه، اليوم التالي للحرب، ودوافع الحكومة الإسرائيلية، وخطط ومناورات رئيس الوزراء الإسرائيلي. لكن بعد مرور عام من العدوان المتواصل، يبدو أن هناك حاجة ملحة للقراءة من منظور أوسع وأشمل، وإلى تحليل أعمق يتجاوز الجهات الفاعلة المشاركة بشكل مباشر في الصراع، والمتصادمة فيما بينها عسكرياً وعسكرياً. على الأرض. وتقوم هذه القراءة المختلفة على ة وإعادة وصف وقراءة موقف الولايات المتحدة الأمريكية من خلال رؤية مختلفة. . بداية هذا التحليل هي سؤال مباشر هل تريد الولايات المتحدة الأمريكية حقاً إنهاء الصراع فهل تريدون منع توسعها وتحولها إلى حرب إقليمية شاملة حقا والجواب على السؤال السابق يطرح سؤالا آخر، وهو هل استمرار الحرب هو ما يحقق الأهداف والمصالح الإقليمية، والدولية بشكل أوسع، للولايات المتحدة أم أن الأمر على العكس من ذلك إن وقف الحرب ومنع توسع الصراع هو ما يخدم أهداف الولايات المتحدة الأمريكية. ما يظهر من التصريحات وعلى الشاشات هو أن الولايات المتحدة تريد إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار. وقام كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، وويليام بيرنز، مدير وكالة المخابرات الأمريكية، بجولات مكوكية إلى جميع العواصم المعنية بالصراع. رعاية رئاسية أميركية مباشرة لجولات المفاوضات العديدة التي فشلت في اللحظات الأخيرة! في الحقيقة؛ ووفرت الولايات المتحدة الأمريكية الغطاء السياسي وقدمت كل الدعم العسكري المباشر وغير المباشر (دعم غير مسبوق منذ أكتوبر 1973) لإسرائيل للمضي قدماً في حربها. هناك اتفاق أميركي إسرائيلي يقضي بالقضاء على الجهات المسلحة غير الحكومية، مثل حماس وحزب الله وغيرهما. ولكن ليس فقط لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، بل لتحقيق وخدمة المصالح الأمريكية إقليمياً ودولياً في المقام الأول. فكيف ذلك! أما القراءة المعاكسة لواقع الصراع وتطورات تصاعده فتقول الولايات المتحدة لا تريد إنهاء الحرب. بل على العكس من ذلك، كلما استمرت الحرب كلما ساعدت في تحقيق الأهداف الأمريكية. وإلا فإن سبب التراخي في الضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى حل سياسي، ومن أهم هذه الأهداف هو إبطاء وتيرة تحول النظام الدولي من نظام أحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة إلى نظام متعدد الأقطاب. وبما أن الشرق الأوسط كان ساحة التنافس الأبرز والأهم في عملية التحول، فإن إسرائيل وحربها كانتا الذراع الأميركي الطويل، والطريق إلى عودة الفاعلية والريادة للدور الأميركي في المنطقة، واستعادة الردع الإقليمي، ومن ثم تأكيد النفوذ العالمي واستمرار الهيمنة الأمريكية، كأبرز مناطق النفوذ الأمريكي منذ الحرب الباردة، مع دعم إسرائيل في مواجهة الدول العربية المتحالفة مع الاتحاد السوفيتي. إنها حرب أميركية في المقام الأول، وسيد البيت الأبيض القادم هو من سيقررها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *