خميرة البنوك من الدولار.. لغز الودايع ومفاجأة في الأرصدة
لماذا ارتفع سعر الدولار خلال اليومين الماضيين، وما علاقة الودائع الدولارية في البنوك بسوق الصرف وحصول المصريين على 56 مليار دولار من أين تابعونا حتى نهاية الفيديو وهتعرفوا التفاصيل.
لاحظنا جميعاً أن الدولار ارتفع من جديد خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، وتحديداً بعد انتهاء أجازة البنوك وذكرى انتصار 6 أكتوبر، ولأن لا أحد يعتقد أن هناك أزمة ارتفاع، فهذا طبيعي جداً. ودليل على التزام البنك المركزي المصري بشكل كامل بسياسة تحرير سعر الصرف ودليل أيضاً على أن السوق يسير بشكل طبيعي جداً.. ارتفاع الدولار الأخير يعود إلى طول فترة العطلة من الخميس حتى الاثنين صباح اليوم، وهو ما ترك بالطبع الطلب على الدولار، وستعود الأمور إلى مسارها الطبيعي خلال الأيام المقبلة.
يعني الوضع في سوق الصرف لا يقلقك… لا حضرتك لا يقلقك خالص.. طيب ما تقلق ليه.. يلا نقولك.. لأسباب كتيرة.، أزمة الدولار لن تعود كما كانت من قبل، وقد ترى سعر الدولار يرتفع بشكل كبير، لكن لن تكون هناك مضاربات عليه، وستجد سعره يعود من جديد. وينزل لأن هذه هي سياسة العرض والطلب، وجميع العملات في العالم ترتفع وتنخفض أمام الدولار في التعاملات اليومية.. والسبب الثاني الذي لا يدعو للقلق هو أن تدفقات الدولار في مصر بدأت في التعافي بشكل ملحوظ، سواء من الاستثمارات الضخمة أو السياحة أو تحويلات المصريين في الخارج أو الصادرات أو الأموال الساخنة وغيرها. موارد الدولة من العملة الصعبة، وطالما لا توجد تدفقات دولارية فلا خوف على سوق الصرف.
طيب ما قصة الودائع الدولارية في البنوك ومن أين حصل المصريون على هذا المبلغ الكبير
انظر، الأرقام تظهر أن الودائع بالعملات الأجنبية غير الحكومية في البنوك المصرية قفزت بأكثر من 4 مليارات دولار خلال أول 8 أشهر من عام 2024، وبلغت 54.6 مليار دولار بنهاية أغسطس الماضي، مقابل 50.5 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي. 2023، بحسب آخر بيانات البنك المركزي. مصري.
وكشفت نفس البيانات أن البنوك المصرية استقبلت مدخرات أجنبية بقيمة 800 مليون دولار خلال شهر أغسطس وحده، لترتفع أرصدة الودائع بالعملة الأجنبية من 53.8 مليار دولار في يوليو الماضي إلى 54.6 مليار دولار في نفس الشهر… وطبعا الرقم ضخم لدرجة أن قيمته أكبر من قيمة الاحتياطي النقدي في البلاد. البنك المركزي يقترب من حاجز الـ47 مليار دولار..
وطبعا عدد الودائع كبير جدا، وهذا لأسباب عديدة أولها أن المصريين فهموا السوق واستمروا في متابعة الاقتصاد، ولهذا السبب راهنوا على الدولار بعد قرارات التعويم. الجنيه المصري وانخفاض قيمته ونمو تحويلات المصريين في الخارج خلال الأشهر الماضية كان السبب الرئيسي في زيادة معدلات الادخار الأجنبي في البنوك، وهناك الطلب أيضا. توفير ملحوظ في شهادات الدولار واليورو بفائدة مرتفعة تتراوح بين 7 و9%، في ظل توقعات بإمكانية تخفيض الفائدة عليها خلال الأشهر المقبلة.
وهناك سبب آخر وراء ارتفاع الودائع الدولارية، وهو توقع انخفاض الفائدة على الجنيه مع بداية عام 2055، وهو ما أتاح للعديد من العملاء الحفاظ على مدخراتهم على شكل شهادات وودائع دولارية خلال الفترة الماضية. خاصة وأن أسعار الفائدة على منتجات الادخار الأجنبية لا تزال عند معدلات جذابة للعديد من العملاء.
بالأرقام، قفزت تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الربع الرابع من العام الجاري، من أبريل إلى يونيو 2024، بنسبة 61.4%، لتصل إلى نحو 7.5 مليار دولار، مقابل نحو 4.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام السابق. وفقا لأحدث بيانات البنك المركزي المصري. وطبعا فائدة الوديعة الدولارية هي نفس فائدة الاحتياطي النقدي وهي أنها عامل أمان مالي كبير جدا في البنوك وسوق الصرف، كما أنها بمثابة حاجز ضد التقلبات المفاجئة وتخلق الحرية مناورة للبنك المركزي.