بنك الكويت المركزي يتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.2%
وأعلن بنك الكويت المركزي في بيان له اختتام بعثة خبراء صندوق النقد الدولي إلى البلاد، في إطار المشاورات السنوية الدورية.
وأكد خبراء صندوق النقد الدولي أن وتيرة التعافي الاقتصادي تباطأت وأن الناتج المحلي الإجمالي الفعلي انكمش بنسبة 3.6% في عام 2023، وتوقعوا انكماشا مماثلا بنسبة 3.2% في عام 2024.
وأوضح بيان البنك المركزي أن خبراء صندوق النقد الدولي أشاروا إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي في القطاع النفطي بنسبة 4.3%، والقطاعات غير النفطية بنسبة 1%، بسبب انخفاض أسعار النفط، وحجم الإنتاج، وتراجع أسعار النفط. الأنشطة الصناعية في قطاع التكرير.
وسجل فريق صندوق النقد الدولي تراجعا في الناتج المحلي الإجمالي هذا العام بنسبة 3.2% بسبب انخفاض إضافي في إنتاج النفط، وتوقع نموا بنسبة 1.3% في القطاعات غير النفطية هذا العام، رغم قيود الوضع المالي العام.
وفيما يتعلق بالأسعار المحلية، سجل الفريق تراجع النمو السنوي بنسبة 3.6% العام الماضي بسبب انخفاض النمو القياسي، وأسعار السلع الأساسية، مما يشير إلى تراجع كبير في الفترة الأخيرة بنسبة 2.9% (أغسطس)، بسبب انخفاض أسعار السكن والنقل.
ويتوقع الفريق أن تستمر معدلات النمو السنوي في التراجع لتصل إلى 3% هذا العام، مع انخفاض الطلب وانخفاض أسعار المواد الغذائية المستوردة.
أما على صعيد الموازنات الداخلية والخارجية، فقد سجل خبراء صندوق النقد الدولي تراجعها العام الماضي نتيجة تراجع أسعار النفط وإنتاجه، حيث سجلت الميزانية تحول فائض 11.7% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2022-2023 إلى عجز قدره 3.1% في 2023-2024، مع زيادة الإنفاق الجاري بنسبة 9.7% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبلغت مدفوعات الموظفين والإعانات 5.7% و3.4% على التوالي من الناتج المحلي الإجمالي، بينما انكمش فائض الحساب الجاري إلى 31.4% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023، مع تراجع فائض الميزان التجاري للسلع والخدمات إلى 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي. وبسبب تراجع أسعار النفط وإنتاجه، تم تعويضه بارتفاع فائض ميزان الدخل بنحو 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
أكد الخبراء أن القطاع المصرفي الكويتي متين بفضل الرقابة الحكيمة من قبل بنك الكويت المركزي على الإقراض والتخصيص، حيث أظهرت نتائج اختبارات الضغط التي أجراها البنك المركزي أن نسب السيولة ورأس المال في القطاع تجاوزت الحد الأدنى المطلوب وفقا لشروط بازل 2، في حين ظلت القروض المتعثرة منخفضة. .
وأشاد الخبراء بسياسات البنك المركزي الرشيدة في إدارة المخاطر، مشيرين إلى أن التباطؤ الائتماني الناتج عن الوباء بدأ ينحسر تدريجياً، حيث كانت الإجراءات الاحترازية التي اتخذها البنك المركزي كافية لاحتواء المخاطر. وأشار الخبراء إلى أن تصنيف الدينار الكويتي مرتبطا بسلة عملات يشكل أساسا سليما للسياسة النقدية، معتبرين أنه ساهم في خفض التضخم لسنوات طويلة.
كما أشاد الخبراء بالسياسات التقييدية التي ينتهجها البنك المركزي على المستوى المحلي، مشيرين إلى أن سعر الفائدة الحالي يتوافق مع احتواء التضخم وتحقيق استقرار إنتاج القطاعات غير النفطية. وأشاروا إلى أن الاقتصاد الكويتي معرض لمختلف المخاطر الخارجية بسبب اعتماده على النفط. وعلى المستوى المحلي، تنبع المخاطر إلى حد كبير من أوجه القصور في تنفيذ الإصلاحات المالية والهيكلية الضرورية لتنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. وتطمح السلطات الكويتية إلى تنفيذ إصلاحات لدعم اقتصاد ديناميكي ومتنوع، وللقيام بذلك، يجب إبقاء الظروف المالية العامة تحت السيطرة، خاصة فيما يتعلق بالنفقات والإيرادات غير النفطية.
وأوصى خبراء صندوق النقد الدولي بتخصيص مخصصات للقطاع العام، وإنهاء دعم الطاقة تدريجياً، وإنشاء نظام لدعم نفقات الطاقة لفئة محدودي الدخل. ومن أجل زيادة الإيرادات غير النفطية، لا بد من فرض ضريبة القيمة المضافة والرسوم السلعية. وأشاد خبراء صندوق النقد الدولي بخطة الحكومة لتوسيع ضرائب دخل الشركات لتشمل كافة الكتل المحلية، كما أشاروا إلى أن سوق العمل يحتاج إلى إصلاح. ولتشجيع الكويتيين على البحث عن عمل في القطاع الخاص، يجب أن يكون هناك توازن بين التعويضات وظروف العمل بين القطاعين العام والخاص. علاوة على ذلك، فإن تحسين جودة التعليم من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتنويع الاقتصاد.